إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
71661 مشاهدة print word pdf
line-top
الابتداء بالسلام

...............................................................................


لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا فقيل: إن السلام يأتي به وهو عند الباب؛ أن يقول السلام عليكم أأدخل، وقيل: إنه إذا سلم وقال السلام عليكم، فقالوا ادخل؛ كفاه ذلك. ولكن يندب أيضا أنه إذا دخل عليهم وهم جلوس في مجالسهم أن يسلم عليهم؛ فإن السلام تحية المسلمين التي حث الإسلام عليها، وورد فيها أحاديث كثيرة مذكورة في كتب العلماء؛ كالمصابيح ومشكاة المصابيح، وشرح السنة، ونصيحة المسلمين، ورياض الصالحين، وغيرها من الكتب التي تذكر الآداب، والتي تستوفيها، وقد يكون فيها أحاديث، وفيها مقال ككتاب المنذري الذي هو الترغيب والترهيب حيث أنه يستوفي، وكذلك مجمع الزوائد وما أشبه ذلك.
فنقول: إن الأحاديث الكثيرة تدل على شرعية هذا السلام، وعلى أنه من محاسن الإسلام في حديث: إن الله تعالى لما خلق آدم قال له: اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم، فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله -فزادوه ورحمة الله- فقال الله: إنها تحيتك وتحية ذريتك من بعدك .

line-bottom